العمّال الأجانب “يهربون” من لبنان وتراجع كبير بأعداد الوافدين الجدد
عند الحديث عن العمالة الأجنبية في لبنان، هناك من يحتسب السوريين والفلسطينيين من ضمنهم، وهناك من لا يحسبهن على اعتبار أن ظروف النازحين واللاجئين تختلف عن ظروف من يقصد لبنان لأجل العمل فقط، ولكن إن أردنا الحديث عن عدد العمال الأجانب ككل في لبنان، نجد أن العدد عام 2019 وصل إلى مليون و100 ألف عامل.
العام 2019 هو تاريخ فاصل في الحياة الإقتصادية اللبنانية، وما بعده لن يكون كما قبله، فمع انهيار سعر صرف الدولار، وانتشار “الكورونا”، تراجع عدد العمال العرب والأجانب الذين كانوا يأتون للعمل في لبنان، بحسب دراسة أعدّتها “الدولية للمعلومات”، واستناداً إلى عدد سمات العمل التي منحها الأمن العام لهؤلاء العمال في العام 2020 فقد بلغت 9780 سمة عمل مقابل 57,957 سمة عمل في العام 2019 أي بتراجع مقداره 48,177 سمة عمل ونسبتها 83 بالمئة.
العمال الأجانب في لبنان
يتحدث الباحث في الدولية للمعلومات محمد شمس الدين، عن 3 أنواع من العمالة الأجنبية في لبنان: الأولى هي العمالة السورية، وعدد هؤلاء وصل في ذروته إلى 900 ألف، ولكن انخفض اليوم إلى حوالي 600 ألف، الثانية هي العمالة الفلسطينية، وهؤلاء يتواجدون في لبنان بشكل دائم، الثالثة التي تشمل مختلف الجنسيات الأخرى، مشيراً إلى أنه في العام 2019 كان لدينا في لبنان، 350 ألف عامل أجنبي وعربي ما عدا الفلسطيني والسوري.
ويضيف شمس الدين في حديث لـ”أحوال”: “240 ألف عامل من الـ 350 يملكون إجازات عمل، بينما البقية يعملون بشكل غير شرعي في لبنان، ويتسبّبون بخسائر ضخمة للإقتصاد اللبناني”، مشيراً إلى أن حوالي الـ 90 ألف عامل منهم رحلوا عن لبنان في العام الماضي، منهم من لم يجدد أوراقه ورحل، ومنهم من كان يعمل بشكل غير شرعي ورحل، والعدد الذي كان يدخل سنوياً ويبلغ حوالي 57 ألف عامل، انخفض إلى 9780 فقط.
جنسيات العمال
في العام 2019 أعطى الأمن العام اللبناني سمات دخول لـ 16848 عاملاً وعاملة من أثيوبيا، أما في العام 2020، فلم يدخل لبنان سوى 2838 فقط، في تراجع كبير بلغ 83.1 بالمئة، بينما التراجع كان أكبر على مستوى العمالة القادمة من غانا، إذ انخفض العدد من 11539 عام 2019، إلى 706 عام 2020، بتراجع بلغ 93.9 بالمئة.
العمالة الفيليبينية انخفض عددها من 5165 عام 2019، إلى 706 عام 2020، والعمالة البنغلادشية من 5922 عام 2019، إلى 867 عام 2020، ولائحة الأرقام تطول، وتُظهر حجم التراجع الضخم في أعداد العمال الأجانب الوافدين إلى لبنان.
خروج الأموال من لبنان
يُشير شمس الدين إلى أن الأموال التي كانت تخرج من لبنان سنوياً قبل العام 2019 كانت تصل إلى حوالي مليار دولار، وهذا دون احتساب المبالغ الكبيرة التي كانت تخرج عبر العمالة السورية، مشدداً على أن العاملات في المنازل على سبيل المثال، نادراً ما ينفقن من رواتبهن في لبنان، بينما العامل السوري كان ينفق بعض أمواله في البلد، وهذا الأمر ازداد بعد أن أحضروا عائلاتهم إلى لبنان أيضاً.
عام 2018 تواجد في لبنان حوالي 247 ألف عاملة منزلية، يخرجن نحو 660 مليون دولار سنوياً، أكثريتهن من الأثيوبيات، تليهن البنغلادشيات، ثم الفيليبينيات، بينما اليوم يوجد حوالي 180 ألف عامل وعاملة منزلية وفي مجال “النظافة”، وهذ الرقم بحسب شمس الدين سينخفض أكثر، لأن البعض ينتظر انتهاء العقد لترحيلهم، والبعض يمرر المرحلة بطريقة أو بأخرى، مشدداً على أن أعداد العاملين الأجانب في لبنان سينخفض أكثر في العام 2021.